الجمعة، 2 ديسمبر 2016

خطيب المسجد النبوي يحذر المسلم من أعراض "الغفلة المستحكمة"

أكد أن الحماية منها تكون عبر الصلاة الخاشعة والتحصن بذكر الله

خطيب المسجد النبوي يحذر المسلم من أعراض "الغفلة المستحكمة"

 تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي الحذيفي عن إصلاح القلوب والبعد عن كل ما يفسدها من أمراض مهلكة وأعظمها الغفلة المستحكمة .
وقال في خطبة الجمعة اليوم: "القلب ملك الجوارح وأن للقلب أمراضاً يحرم من أبتلي بها من الخير كله أعظمها الغفلة المستحكمة, والتي شقي بها الكفار والمنافقون وهي التي أوجبت لهم الخلود في النار قال تعالى ( ُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولئك هُمُ الْغَافِلُونَ)".
وأضاف: "الغفلة قد تكون عن المسلم بالانشغال عن بعض أعمال الخير وعن الأخذ بأسباب المنافع والنجاة من الشرور فيفوته من ثواب الخير بقدر ما أصابه من الغفلة ويعاقب بالمكروهات والشر بقدر غفلته بترك أسباب النجاة, مستشهدًا فضيلته بقول الله تعالى (وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُوا وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَالَهُمْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ)".
وأردف: "الغفلة هي عدم إرادة الخير قصداً وعدم محبته مع خلو القلب من العلم النافع والعمل الصالح، وهذه هي الغفلة التامة المهلكة وهي غفلة الكفار والمنافقين التي لا يفلح المرء معها إلا بالتوبة إلى الله فغفلة الكفار والمنافقين غفلة مستحكمة تامة تخلد صاحبها في النار".
وتابع: "الغفلة من المسلم شر عليه كبير وضرر خطير تورده المهالك وتسد عليه من الخير مسالك، فغفلة المسلم تكون بغفلته عن بعض الأعمال الصالحة التي لا يضاد تركها إسلامه أو الوقوع في بعض المعاصي التي لا تكفر".
وقال "الحذيفي": "للغفلة مضار كثيرة، فبالغفلة عن معرفة كمال التوحيد يقع المسلم في نقص كمال التوحيد وبالغفلة عن تعلم أركان الصلاة وواجباتها يقع الخلل في الصلاة وعدم الخشوع وبالغفلة عن تذكر صلاة الجماعة يجر إلي التساهل بالجماعة وفضلها وبالغفلة عن ثواب الذكاة والغفلة عن عقوبة مانعها يكون التفريط في أدائها وبالغفلة عن تذكر عقوبات عقوق الوالدين يقترف الولد العقوق فيحق عليه ما قال عليه الصلاة والسلام (ثَلَاثَة لَا يَدْخُلُوْن الْجَنَّة: الْعَاق لِوَالِدَيْه، وَالْدَّيُّوث، وَرَجُلَة الْنِّسَاء)".
وأضاف: "مما يعين المسلم علي تجنب الغفلة المحافظة على صلاة جماعة بخشوع وحضور قلب فالصلاة تتضمن حياة القلوب بما فيها من المعاني العظيمة مستشهدًا بقول الله تعالى (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي) ومما ينجي من الغفلة ذكر الله عز وجل على كل حال وتلاوة القرآن الكريم.
وحذر من غفلة الإنسان واتباعه للظن وما تهواه نفسه وما يزينه له شيطانه ويحبه هواه من الشهوات، فهذه الغفلة هي التي عاقب الله بها الكفار والمنافقين في الدنيا والآخرة, قال تعالى (ولقد ذرأنا لجهنم كثيرًا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون).
وخلص إمام وخطيب المسجد النبوي في نهاية خطبته, إلى أن الغفلة مفتاح شرور ويحرم به المسلم من كثير من الأجور وما يدخل النقص على المسلم إلا من بابها فالنجاة منها هي السعادة والبعد عنها رقي في درجات العبادة والحذر منها حصن من العقوبات في هذه الدنيا وفوز بالنعيم بعد الممات.

0 التعليقات:

إرسال تعليق